لم يكتسِ الحزن مدينة البشائر وقبيلة شمران فحسب، بل توغل الحزن في كل قلب.

 تتلعثم المفردات حينما اتحدث عن الشيخ محمد بن صالح بن مسفر  الذي أحزننا نبأ وفاته فإن كان قد أفل ذلك النجم من سماء دُنيانا فإن مآثره وعطر سيرته ستظل عبقاً فواحاً وضياءً لكل من عرفه ونهل من معين علمه ومعرفته وخُلقه.

ان الحزن ليعتصرنا على فراقه ولكن لا نقول الا ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا إليه راجعون.

كم كان مجلس أبي صالح عامراً بذكر الله فلا تسمع فيه الا فُتيا تُهدى او حكمة تُسدى.

حديثه لا يُمل، وكان ذو ظرافة وطرافة محباً للناس، مجلسه الفسيح ولسانه الفصيح.

زاملتهُ دراسيا منذُ المرحلة الإبتدائية فكان ترتيبه الأول، وكان شغوفاً باللغة العربية والنحو على وجه الخصوص.

 الجود فيه جُبلّة، ولا غرابه فقد نشأ في بيتٍ هذه سجيته كابراًعن كابر، محباً لبذل المعروف ناصحاً واضحاً، أحب الناس فأحبّوه ونصح لهم فقدّروه وأعانهم فكانت منزلته في سويداء القلوب.

كان مكافحاً مناضلاً ونحسبه والله حسيبه انه منذ صغره شاباً نشأ في طاعة الله، اعتلى منبر الجمعة منذ الصغر فكانت خطبه تشق نياط القلوب مؤصّلا بيانه بالدليل من قال الله وقال الرسول،

حينما يُذكر الشيخ محمد بن صالح تُذكر المعالم السامية والخِصال الجميلة والنقاء والصفاء والكرم وشمائل الدين وسجايا المعروف، بيت معالمه صداحه وسيرته فواحه وإن من ثماره هؤلاء الأبناء النجباء؛ ابي بكر وعمر وعثمان وعلي ومن قبلهم أخوهم صالحا، والذين جاءوا من بعدهم ومضوا على نهج والدهم.

نسأل الله الكريم ان يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب فضلا منه وجودا وكرما سبحانه.                       


* عبدالله زهير

تم عمل هذا الموقع بواسطة